الشرح:
هذه المسألة ليست من المسائل المهمة التي يترتب عليها عمل أو اعتقاد، أما وقد عرضها رحمه الله فلابد من فهمها، وقد رأيت أن عرضها يفيدنا من ناحية أخرى، وذلك بعد أن قرأت ما قاله شيخ الإسلام رحمه الله حول هذه المسألة الذي لخص منه المصنف هذه العشر الصفحات تقريباً في الموضوع وهي: معرفة كيفية تناول الأدلة، واستنباط المسائل من الأحاديث وأقوال العلماء، وأخيراً: كيفية الترجيح، فهي ليست قضية اعتقادية أو علمية ذات أهمية، لكنها قضية تطبيقية لمنهج الاستدلال العلمي الصحيح، ونحن طلبة العلم أحوج ما نكون إلى هذا المنهج لأننا قد نستدل بالآية أو الحديث، وهو لا يدل على ما نريد الاستدلال عليه، أو أن غيرنا قد يستدل علينا بدليل فنوافقه، مع أنه في الحقيقة غير موجّه ولا يستدل به، ولا يثبت، وذلك لقلة بضاعتها مع نقص الخبرة والمراس على الاستنباط وكيف نقارع الحجة بالحجة مع البرهان العلمي.
وقد ذكر شيخ الإسلام رحمه الله في هذه المسألة مناقشة علمية جادة، ومقارنة رائعة عظيمة في مسألة كأن الأدلة فيها متكافئة، في مجموع الفتاوى في (ج:4 ص:343)؛ حيث أفتى شيخ الإسلام رحمه الله بفتوى موجزة، وثم بعد ذلك فصلها في فتوى أخرى طويلة، ولعل كلام المصنف هنا ملخص منها.
أما الفتوى الموجزة فهي: "سئل شيخ الإسلام عن (صالحي بني آدم، والملائكة) أيهما أفضل؟!"